Sunday, March 13, 2011

تعقيب البروفيسور/ سرجي نيلوس

(البروفيسور/ سرجي نيلوس)
professor Sergyei Nilus
هذه الوثائق قد انتزعت خلسة من كتاب ضخم فيه محاضر خطب[1]. وقد وجدها صديقي[2] في مكاتب بمركز قيادة جمعية صهيون القائم الآن في فرنسا.
ان فرسنا قد اجبرت تركيا على منح امتيازات لجميع المدارس والمؤسسات الدينية لكل الطوائف: ما دامت هذه المدارس والمؤسسات خاضعة لحماية الدبلوماسية في آسيا الصغرى.
ولا ريب ان هذه الامتيازات لا تتمتع بها المدارس والمؤسسات الكاثولوليكية التي طردتها من فرنسا حكومتها السابقة. هذه الحقيقة تثبت بلا ريب أن دبلوماسية المدارس الدريفوسية Dreyfus[3] لا تهتم الا بحماية مصالح صهيون. وأنها تعمل على استعمار آسيا الصغرى باليهود الفرنسيين. ان صهيون تعرف دائماً كيف تحرز النفوذ لنفسها عن طريق ما يسميهم التلمود "البهائم العاملة" التي يشير بها إلى جميع الأمميين.
ويستفاد من الصهيونية اليهودية  السرية ان سليمان والعلماء من قبل قد فكروا سنة 929 ق.م. في استنباط مكيدة لفتح كل العالم فتحاً سلمياً لصهيون.
وكانت هذه المكيدة تنفذ خلال تطورات التاريخ بالتفصيل، وتكمل على أيدي رجال دربوا على هذه المسألة. هؤلاء الرجال العلماء صمموا على فتح العالم بوسائل سلمية مع دهاء الافعى الرمزية التي كان رأسها يرمز إلى المتفقهين في خطط الادارة اليهودية، وكان جسم الافعى يرمز إلى الشعب اليهودي ـ وكانت الادارة مصونة سراً عن الناس جميعاً حتى الأمة اليهودية نفسها. وحالما نفذت هذه الأفعى في قلوب الأمم التي اتصلت بها سربت من تحتها، والتهمت كل قوة غير يهودية في هذه الدول. وقد سبق القول بأن الأفعى لا بد أن عملها معتصم اعتصاماً صارماً بالخطة الموسوية حتى يغلق الطريق الذي تسعى فيه بعودة رأسها إلى صهيون[4]، وحتى تكون الأفعى بهذه الطريقة قد اكملت التفافها حول أوروبا  وتطويقها إياها، وتكون لشدة تكبيلها أوروبا  قد طوقت العالم اجمع. وهذا ما يتم انجازه باستعمال كل محاولة لاخضاع البلاد الأخرى بالفتوحات الاقتصادية.
ان عودة رأس الأفعى إلى صهيون لا يمكن أن تتم الا بعد ان تنحط قوى كل ملوك اوروبا[5]، أي حينما تكون الأزمات الاقتصادية ودمار تجارة الجملة قد أثرا في كل مكان. هناك ستمهد السبيل لافساد الحماسة والنخوة والانحلال الأخلاقي وخاصة بمساعدة النساء اليهوديات المتنكرات في صور الفرنسيات والايطاليات ومن اليهن. ان هؤلاء النساء أضمن ناشرات للخلاعة والتهتك في حيوات Lives المتزعمين[6] على رؤوس الأمم.
والنساء في خدمة صهيون يعملن كأحابيل ومصايد لمن يكونون بفضلهن في حاجة إلى المال على الدوام. فيكونون لذلك دائماً على استعداد لأن يبيعوا ضمائرهم بالمال. وهذا المال ليس الا مقترضاً من اليهود، لأنه سرعان ما يعود من طريق هؤلاء النسوة أنفسهن إلى أيدي اليهود الراشين، ولكن بعد أن اشترى عبيداً لهدف صهيون من طريق هذه المعاملات المالية[7]
وضروري لمثل هذا الاجراء أن لا يرتاب الموظفون العموميون ولا الأفراد الخصوصيون في الدور الذي تلعبه النسوة اللاتي تسخرهن يهود، ولذلك أنشأ الموجهون لهدف صهيون ـ كما قد وقع فعلاً ـ هيئة دينية: قوامها الأتباع المخلصون للشريعة الموسوية وقوانين التلمود، وقد اعتقد العالم كله ان حجاب شريعة موسى هو القانون الحقيقي لحياة اليهود[8]، ولم يفكر أحد في أن يمحص أثر قانون الحياة هذا،ولا سيما أن كل العيون كانت موجهة نحو الذهب  الذي يمكن أن تقدمه هذه الطائفة، وهو الذي يمنح هذه الطائفة الحرية المطلقة في مكايدها الاقتصادية والسياسية.
وقد وضح رسم طريق الأفعى الرمزية كما يلي[9]:
كانت مرحلتها الأولى في أوروبا سنة 429 ق. م. في بلاد اليونان حيث شرعت الأفعى أولاً في عهد بركليس Percles تلتهم قوة تلك البلاد.
وكانت المرحلة الثانية في روما في عهد أغسطس Augustus حوالي سنة 69 ق. م.
والثالثة في مدريد في عهد تشارلس الخامس Charles سنة 1552م.
والرابعة في باريس حوالي 1700 في عهد الملك لويس السادس عشر.
والخامس في لندن سنة 1814 وما تلاها (بعد سقوط نابليون).
والسابعة في سان بطرسبرج الذي رسم فوقها رأس الأفعى تحت تاريخ 1881.
كل هذه الدول التي اخترقتها الأفعى قد زلزلت اسس بيانها، وألمانيا مع قوتها الظاهرة ـ لا تستثنى من هذه القاعدة. وقد أبقي على انجلترا وألمانيا من النواحي الاقتصادية، ولكن ذلك موقوت ليس الا، إلى أن يتم للأفعى قهر روسيا التي قد ركزت عليها جهودها في الوقت الحاضر[10] والطريق المستقبل للأفعى غير ظاهر على هذه الخريطة، ولكن السهام تشير إلى حركتها التالية نحو موسكو وكييف وأودسا.
ونحن نعرف الآن جيداً مقدار اهمية المدن الخيرة من حيث هي مراكز للجنس اليهودي المحارب. وتظهر القسطنطينية[11] كأنها المرحلة الأخيرة لطريق الأفعى قبل وصولها إلى أورشليم. ولم تبق أمام الأفعى الا مسافة قصيرة حتى تستطيع اتمام طريقها بضم رأسها إلى ذيلها.
ولكي تتمكن الأفعى من الزحف بسهولة في طريقها، اتخذت صهيون الاجراءات الآتية لغرض قلب المجتمع وتأليب الطبقات العاملة: نظم الجنس اليهودي اولاً الى حد أنه لن ينفذ إليه أحد، وبذلك لا تفشي اسراره. ومفروض ان الله نفسه قد وعد اليهود بأنهم مقدر لهم أزلاً ان يحكموا الأرض كلها في هيئة مملكة صهيون المتحدة، وقد اخبرهم بأنهم العنصر الوحيد الذي يستحق ان يسمى انسانياً. ولم يقصد من كل من عداهم الا ان يطلقوا "حيوانات عاملة" وعبيداً لليهود،وغرضهم هو اخضاع العالم، واقامة عرش صهيون على الدنيا see sanh. 91.21.1051[12]
وقد تعلم اليهود أنهم فوق الناس وأن يحفظوا أنفسهم في عزلة عن الأمم الأخرى جميعاً ـ وقد أوصت هذه النظريات إلى اليهود فكرة المجد اليهودي و فكرة المجد الذاتي لعنصرهم، بسبب أنهم أبناء الله حقاً
(see jihal J 97: 1.sanh J 58,2)
وقد وطدت الطريقة الاعتزالية لحياة جنس صهيون توطيداً تاماً نظام "الكاغال Kaghal" الذي يحتم على كل يهودي مساعدة قريبة، غير معتمد على المساعدة التي يتلقاها من الادارات المحلية التي تحجب حكومة صهيون عن اي ادارات الدول الأممية التي تدافع دائماً بدورها دفاعاً حماسياً عن الحكومة اليهودية الذاتية، ناظرين إلى اليهود خطأ كأنهم طائفة دينية محضة، وهذه الأفكار المشار إليها  قبل ـ وهي مقررة بين اليهود ـ قد اثرت تأثيراً هاماً في حياتهم المادية. فحينما نقرأ هذه الكتب مثل:
"Gopayon"14,Page1; "Eben _Gaizar," Page 81;
xxxv1.Ebamot,"98;"xxv.Ketubat,"36.
"xxxvl.Pandrip."746;"xxx Kadushih,"68 A.
وهذه كلها مكتوبة لتمجيد الجنس اليهودي ـ نرى أنها في الواقع تعامل الأممين (غير اليهود) كما لو كانوا حيوانات لم تخلق الا لتخدم اليهود. وهم يعتقدون أن الناس واملاكهم بل حيواناتهم ملك لليهود، وان الله رخص لشعبه المختار أن يسخرهم فيما يفيده كما يشاء[13].
وتقرر شرائع اليهود ان كل المعاملات السيئة للأمميين في رأس سنتهم الجديدة، كما يمنحون في اليوم ذاته أيضاً العفو عن الخطايا التي سيرتكبونها في العام القادم.
وقد عمل زعماء اليهود كأنهم "وكلاء استفزاز" في الحركات المعادية للسامية
Anti- Semitism [14]بسماحهم للأممين أن يكتشفو بعض اسرار التلمود، لكي يثير هؤلاء الزعماء بغضاء الشعب اليهودي ضد الأمميين.
وكانت تصريحات عداوة السامية [15] مفيدة لقادة اليهود، لأنها خلقت الضغينة في قلوب الأمميين نحو الشعب الذي كان يعامل في الظاهر معاملة سيئة، مع أن تشيغاتهم وأهواءهم كانت مسجلة في جانب صهيون.
وعداوة السامية Anti-Semitism[16] ـ والتي جرت الاضطهاد على الطبقات الدنيا من اليهود. قد ساعدت قادتهم على ضبط اقاربهم وامساكهم اياهم في خضوع. وهذا ما استطاعوا لزاماً أن يفعلوه لأنهم دائماً كانوا يتدخلون في الوقت المناسب لانقاذ شعبهم الموالي لهم. وليلاحظ أن قادة اليهود لم يصابوا بنكبة قط من ناحية الحركات المعادية للسامية، لا في ممتلكاتهم الشخصية ولا مناصبهم الرسمية في ادارتهم.
وليس هذا بعجيب ما دام هؤلاء الرؤوس انفسهم قد وضعوا "كلاب الصيد المسيحية السفاكة" ضد اليهود الأذلاء. فمكنتهم كلاب الصيد السفاكة من المحافظة على قطعانهم، وساعدت بذلك على بقاء تماسك صهيون.
واليهود ـ فيما يرون أنفسهم ـ قد وصلوا فعلاً إلى حكومة عليا تحكم العالم جميعاً، وهم الآن يطرحون اقنعتهم عنهم بعيداً.
ولا ريب في ان القوة الفاتحة الغازية الرئيسية لصهيون تكن دائماً في ذهبهم، وهم لذلك انما يعملون ليعطوا هذا الذهب قيمة.
ولا يعلل سعر الذهب المنتفع الا بتداول الذهب خاصة[17]، ولا يعلل تكدسه في ايدي صهيون الا بأن اليهود قادرون على الربح من كل الأزمات الدولية الاقتصادية. كي يحتكروا الذهب، وهذا ما يبرهن عليه تاريخ اسرة روتشيلد Rothschild المنشور في باريس في "الليبر بارول Libre Parole"[18]. وقد توطت سيطرة الرأسمالية عن طريق هذه الأزمات تحت لواء مذهب التحررية Liberalism، كما حميت بنظريات اقتصادية واجتماعية مدروسة دراسة ماهرة، وقد ظفر شيوخ صهيون بنجاح منقطع النظير باعطائهم هذه النظريات مظهراً علمياً[19].
وان قيام نظام التصويت السري قد أتاح لصهيون فرصة لتقديم قوانين تلائم أغراضها عن طريق الرشوة. وان الجمهورية هي صورة الحكومة الأممية التي يفضلها اليهود من أعماق قلوبهم، لأنهم يستطيعون مع الجمهورية ان يتمكنوا من شراء اغلبية الأصوات بسهولة عظمى، ولأن النظام الجمهوري يمنح وكلاءهم وجيش الفوضويين التابعين لهم حرية غير محدودة. ولهذا السب يعضد اليهود مذهب التحررية على حين كان الأمميون الحمقى الذين افسد اليهود عقولهم يجهلون هذه الحقيقة الواضحة من قبل، وهي أنه ليست الحرية مع الجمهورية أكثر منها مع الأوتوقراطية والأمر بالعكس، ففي الجمهورية يقوم الضغط على الأقلية عن طريق الرعاع[20]، وهذا ما يحرص عليه دائماً وكلاء صهيون.
وصهيون، حسب اشارة منتفيوري[21] Montefiore لا تدخر مالاً ولا وسيلة أخرى للوصول إلى هذه الغايات. وفي أيامنا هذه تخضع كل الحكومات في العالم ـ عن وعي أو عن غير وعي ـ لأوامر تلك الحكومة العليا العظيمة: حكومة صهيون[22]، لأن كل وثائقها في حوزة حكومة صهيون، وكل البلاد مدينة لليهود إلى حد انها لا تستطيع اطلاقاً ان تسد ديونا. ان كل الصناعة والتجارة وكذلك الدبلوماسية في ايدي صهيون. وعن طريق رؤوس اموالها قد استعبدت كل الشعوب الأممية. وقد وضع اليهود بقوة التربية القائمة على اساس مادي سلاسل ثقيلة على كل الأمميين، وربطوهم بها إلى حكومتهم العليا.
ونهاية الحرية القومية في المتناول، ولذلك ستسير الحرية الفردية أيضاً إلى نهايتها، لأن الحرية الصحيحة لا يمكن ان تقوم حيث قبضة المال تمكن صهيون من حكم الرعاع، والتسلط على الجزء الأعلى قدراً، والأعظم عقلاً في المجتمع.."من لهم آذان للسمع فليسمعوا"[23].
قريباً ستكون قد مضت أربع سنوات منذ وقعت في حوزتي "بروتوكولات حكماء صهيون" ولا يعلم الا الله وحده كم  كانت المحاولات الفاشلة التي بذلتها لابراز هذه البروتوكولات إلى النور، أو حتى لتحرير أصحاب  السلطان، وان اكشف لهم عن أسباب العاصفة التي تتهدد روسيا البليدة التي يبدو من سوء الحظ فقدت تقديرها لما يدور حولها.
والآن فحسب قد نجحت ـ بينما أخشى ان يكون قد طال تأخري ـ في نشر عملي على أمل أني قد أكون قادراً على إنذار اولئك الذين لا يزالون ذوي آذان تسمع، وأعين ترى[24].
لم يبق هناك مجال للشك، فإن حكم إسرائيل المنتصر يقترب من عالمنا الضال بكل ما للشيطان من قوة وارهاب، فإن  الملك المولود من دم صهيون ـ عدو المسيح ـ قريب من عرش السلطة العالمية[25].
ان الاحداث في العالم تندفع بسرعة مخيفة: فالمنازعات، والحروب، والاشعاعات، والأوبئة والزلازل ـ والاشياء التي لم تكن أمس الا مستحيلة ـ قد صارت اليوم حقيقة ناجزة. ان الايام تمضي مندفعة كأنها تساعد الشعب المختار[26] ولا وقت هناك للتوغل بدقة خلال تاريخ الانسانية من وجهة نظر "أسرار الظلم" المكشوفة، ولا للبرهة تاريخاً على السلطان الذي أحرزه "حكماء صهيون" كي يجلبوا نكبات على الانسانية، ولا وقت كذلك للتنبؤ بمستقبل البشرية المحقق المقترب الآن ولا للكشف عن الفصل الأخير من مأساة العالم.
ان نور المسيح Light Of Christ منفرداً "ونور كنيسته العالمية المقدسة
His Holy Universal Church هما اللذان يستطيعان ان ينفذا خلال الأغوار الشيطانية، ويكشفا مدى ضلالها[27].
أني لأشعر في قلبي بأن الساعة قد دقت لدعوة المجمع المسكوني الثامن
Eighth Ecumenical Council فيجتمع فيه رعاة الكنائس وممثلو المسيحية عامة، ناسين المنازعات التي مزقتهم طوال قرون كثيرة كي يقابلوا مقدم أعداء المسيح[28]



[1] محاضر الخطب أو جلسات (انظر معنى كلمة بروتوكول في المقدمة ص50)..
[2] أي الصديق الذي دفع بالبروتوكولات إلى الاستاذ نيلوس (انظر مقدمتنا ص32) وهذا الصديق هو اليكسي نيقولا نيفتش كبير جماعة أعيان روسيا الشرقية القيصرية.
[3] الكابتن دريفوس كان ضابطاً في الجيش الفرنسي، أتهم فيه بتهمة الخيانة العظمى سنة 1894 واحدثت قضيته رجه في أهل أوروبا  وامريكا وروسيا وبخاصة فرنسا، وحاول اليهود بكل ما لديهم من وسائل علنية وسرية انقاذه ولكن حكم عليه بالنفي المؤبد من فرنسا، ثم تصدى لنقض الحكم كثير، منهم الكاتب الفرنسي المشهور "اميل زولا" إذ نشر في جريدة "الارور" في 13 يناير سنة 1898 خطاباً بعنوان "أني اتهم" وأعقبه بمثله. وعمل اليهود بكل ما لديهم من نفوذ لتبرئة دريفوس، ولكن المحكمة قبلت اعادة النظر في القضية، وقضت بحبسه عشر سنوات بدل النفي، ثم لم يزل اليهود بكل وسائلهم يعملون على تغيير الحكم، فنجحوا، وفي 12 يوليو سنة1902 قررت محكمة النقض بطلان الحكم السابق وتبرئة دريفوس واعادته إلى الجيش العامل، فسر اليهود بذلك سروراً بالغاً. رغم ما نالوه من عناء وبذلوا من تضحيات طاهرة ونجسة في الحصول على ذلك والمراد بالمدارس الدريفوسية هنا المدارس التي لا تهتم الا بخدمة اليهود. وقد صدرت البروتوكولات قبل تبرئة دريفوس (انظر هامش ص242 وكتاب "يقظة العالم اليهودي" بالعربية ص 74 ـ 87).
[4] هذه نبوءة نيلوس بقيام "إسرائيل " قبل قيامها بنحو نصف قرن.
[5] لقد تم ما أراد اليهود، وتحقق ما تنبأ به نيلوس وهو سقوط الملكيات في البلاد الاوروبية الملكية عقب الحربين العالميتين كروسيا واسبانيا وايطاليا…
[6] ليلاحظ أن كثيراً من زعماء الأمم  والمشهورين فيها كالعلماء والفنانين والادباء وقادة الجيوش ورؤساء المصالح والشركات لهم زوجات أو خليلات أو مدبرات لمنازلهم من اليهوديات، يطلعن على اسرارهم ويوجهن عقولهم وجهودهم لمساعدة اليهود أو العطف عليهم أو كف الاذى عنهم وهن سلاح يعد أخطر الأسلحة.
[7] كان اليهود يشترون الأراضي من عرب فلسطين بأثمان غالية، ثم يسلطون نساءهم وخمورهم على هؤلاء العرب حتى يبتزوا  منهم الأموال التي دفعوها لهم، وعلى هذا النحو وأمثاله يعملون في كل البلاد.
[8] يجب أن يلاحظ أن الشريعة الموسوية لا يرعاها اليهود الا بين بعضهم وبعضن ولهم في معاملة الأمميين الغرباء عنهم طريق خاصة، فهم ينظرون اليهم كالحيوانات تماماً ولا يرعون لهم حرمة، واكثرهم يلتزم شريعة التلمود اليهودية وهي شريعة أشد وحشية واجراماً من شريعة الغاب (انظر مقدمتنا ص 76 ـ67).
[9] الخريطة التي يشير إليها  نيلوس هنا لم توضع في نسختنا الانجليزية.
[10] هذه نبؤة من نبوءات الاستاذ نيلوس بسقوط القيصرية، وقيام الشيوعية اليهودية الماركسية بدلها على الصورة التي رسمتها البروتوكولات وليس الاختلاف بين الصورتين الا الاختلاف الذي يجب أن ينتظر في تنفيذ المؤامرة قل اتمامها وبعد. ولا يمكن أن تتفق الصورتان التمهيدية والنهائية وان كانت ملامح التمهيدية واضحة في النهائية وضوح ملامح الطفل في الرجل. "والطفل أبو الرجل" كما يقول شكسبير.
[11] ان الافعى اليهودية في طريقها إلى اورشليم قد مرت على القسطنطينية فدمرت الخلافة الاسلامية، ولم يكن مفر من تدميرها قبل الوصول إلى أورشليم واقامة دولة إسرائيل  والمتتبعون لاحوال تركيا قبل سقوط الخلافة الاسلامية،  وبعد قيام مصطفى كمال بالحكم التركي اللاديني وانحياز تركيا إلى إسرائيل  ضد العرب في كل المواقف السياسية يلمسون اليد اليهودية في توجيه سياسة تركيا وهذه نبوءة من نبوءات الاستاذ نيلوس.
[12] خبر مرجع للقارئ العربي في ذلك كتاب العهد القديم والتلمود واقرب له منهما وأبسط وأسهل فهما كتيب في 116 صفحة ـ للاستاذ بولس حنا مسعد، عنوانه: "همجية التعاليم الصهيونية" وهو من اخطر الكتب الصغيرة بخاصة في الكشف عن همجية الديانة اليهودية. وقد نقلت أسماء المراجع الانجليزية في هذا الموضع وا قبله وبعده على حالها، لأنها ـ فيما اعلم ـ لم تترجم إلى العربية، فلا فائدة إذن للقارئ العربي غير العارف بالانجليزية من نقل اسمائها إليه بالعربية ما دام لا يستطيع الرجوع إليها في اصولها الاجنبية.
[13] انظر مقدمتنا ص 56 ـ67، ومحزور فارحي اليهودي المصري المترجم إلى العربية (وهو بالعبرية أيضاً) الجزء الثاني. وهو خاص بالصلوات لأجل عيد رأس السنة، فدرس يوم رأس السنة: صلاة بعد الظهر أو العصر ص 242 ـ 258 وترتيب تشليح أو طرح الخطايا ص 259 ـ 264 ومواضع أخرى (طبع بالمطبعة الرحمانية بمصر سنة 1924) وجزء 3 ص 28 ليلة الغفران وصلاة المساء ص 41).
[14] انظر المقصود من عداوة السامية في الهامش 2 ص 242.
[15] انظر المقصود من عداوة السامية في الهامش 2 ص 242.
[16] انظر المقصود من عداوة السامية في الهامش 2 ص 242.
[17] من الاسس الاقتصادية المعتمدة نظرية تقوم كل الاشياء بالذهب وهي خاطئة، لأن الذهب ليس الا مقوماً، وان مقدرة الدولة الاقتصادية لا تقوم بما عندها من الذهب ـ وان كان هذا ما يريد أن يؤكده اليهود ـ لكن مقدرة كل دولة تقاس بمنتجاتها وخيراتها التي تقدمها للعالم ولو لم تملك من الذهب شيئاً، فالدول التي تعمل على تكديس الذهب لمجرد الذهب دون الاعتماد على منتجاتها الأخرى ، دولة جاهلة مخطئة تسيء إلى منزلتها وحياتها، وهذا ما وقعت فيه مصر منذ عامين 1949.
[18] في أواخر  القرن الماضي انتشرت في فرنسا دعوة عداوة السامية والمراد بها اولاً مقاومة اليهودية، وكان من أشد الموقدين لنارها في فرنسا كاتب فرنسي اسمه ادوار بريريمون بكتاب نشره عنوانه "فرنسا اليهودية" بين فيه نظرية خصومة اليهود وفساد الحياة الفرنسية وانحلالها بتأثيرهم، ثم اسس سنة 1892 جريدة للطعن في اليهود سماها "الليبربارول" أي الكلام الحر، فقامت حركة لاخراج ضباط اليهود من الجيش الفرنسي وعددهم خمسمائة وكتبت في ذلك مقالات نارية كان من ضحاياها ضابط يهودي يسمى "ارمان ماير" فقتل. وظن ان مقتله نهاية الحركة غير ان الصحيفة "الليييربارول" استمرت على تهجمها حتى قبض في أوائل سنة 1894 على الضابط الكبير دريفوس بتهمة الخيانة العظمى، وكانت الصحيفة أول من اظهر التهمة وقاد الحملة ضده (انظر الهامش 1 ص234، وكتاب "يقظة العالم اليهودي" للاستاذ اليودي المصري "ايلي ليفي عسل" بالعربية (ص68 ـ 73).
[19] هذا مظهر زائف ما يزال يخدع كثيراً من دعاة التمكن من علم الاقتصاد وقد وضعت مصر سنة 1949 في خطأ بسبب ذلك (انظر الهامش 1 ص 242).
[20] هذه حقيقة من الحقائق السياسية الهامة التي لا  يفطن إليها  الا الحمقاء. ولمعرفة ذلك يجب مقارنة الملكية في بريطانيا بالجمهورية في فرنسا لبيان الفرق بين الحكمين، فالفرق بين الحكمين واضح، والفرق ينشأ دائماً لا من شكل الحكومة ملكية أو جمهورية بل من تربية الشعب السياسية، فشكل الحكومة لا قيمة له، لكن القيمة للشعب، ومدى ادراكه وتمسكه بحقوقه وصدق النبي، إذ قال: "كما تكونوا يول عليكم".
[21] زعيم يهودي كان يريد لليهود استعمار فلسطين وكان عظيم النفوذ في بريطانيا وصديق العائلة المالكة، وعاش أكثر من قرن (انظر "يقظة العالم اليهودي" ص 135 ـ 180).
[22] هذا ما تحقق الآن فعلاً، وان لم يبلغ مداه. فمعظم الحكومات في الأمم  الكبرى كأمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا، والمجامع الدولية مثل مجلس الأمن وهيئة الأمم  المتحدة، ومحكمة العدل الدولية ومن قبلها عصبة الأمم ، ووفود الأمم  السياسية إليها ، واليونسكو تبدو خاضعة لنفوذ اليهود، أو تتكون اكثريتها من أعضاء يهود أو صنائعهم. والاحداث الجارية تكشف عن ذلك بوضوح يراه العميان.
[23] اقتباس من كلمات السيد المسيح كما روتها الاناجيل.
[24] وهذا ما احس به انا المترجم العربي لكتاب البروتوكولات، فقد لقيت في سبيل نشره من المتاعب ما يطول ذكره، وقد كشف لي عن السلطان الواسع الذي يتمتع به اليهود حتى في أبعد المؤسسات الوطنية عن نفوذ اليهود الظاهر، ولا أتمنى أكثر مما تمنى الاستاذ نيلوس هنا، وأرجو أن يكون حظي خيراً من حظه، وان كنت معرضاً للاغتيال في كل لحظة، وموطد نفسي عليه.
[25] سنعود للكشف عن هذا في كتاب مستقل بعد هذا الكتاب لبيان جنايات اليهود على الانسانية، ومدى افسادهم للعالم توصلاً إلى هدفهم. وفي كتاب "المسألة اليهودية" للمرحوم الاستاذ عبد الله حسين ما يوضح كثيراً من ذلك للقارئ العربي.
[26] لم يعد الدين مسيحياً أو اسلامياً كافياً وحده للوقوف أمام طغيان صهيون بل لابد معه من الاستعانة بكل ما في العقول الحكيمة من وعي، وكل ما في الايدي من أسلحة حربية وسلمية للقضاء على هذا الطغيان الذي سيدمر العالم تدميراً لغرض استعباد البشر لليهود، ومن هذه الفقرة وامثالها نلمح شدة تدين الاستاذ نيلوس، وايمانه بقدرة الدين على تخليص الناس من هذا الخطر الساحق، وليت الدين وحده ينفع في اصلاح ما افسد اليهود.
[27] لم يعد الدين مسيحياً أو اسلاميا ً كافياً وحده للوقوف أمام طغيان صهيون بل لابد معه من الاستعانة بكل ما في العقول الحكيمة من وعي، وكل ما في الايدي من أسلحة حربية وسلمية للقضاء على هذا الطغيان الذي سيدمر العالم تدميراً لغرض استعباد البشر لليهود، ومن هذه الفقرة وامثالها نلمح شدة تدين الاستاذ نيلوس، وايمانه بقدرة الدين على تخليص الناس من هذا الخطر الساحق، وليت الدين وحده ينفع في اصلاح ما أفسد اليهود.
[28] المجامع المسيحية نوعان: مجامع خاصة عقدها آباء كنيسة معينة وهذه كثيرة. ومجامع عامة عقدها آباء الكنائس من جميع اقطار المسكونة (الأرض) ولذلك تسمى "مسكونية" وعددها سبعة: أقدمها "مجمع نيقية الأول" سنة 325م وآخرها "مجمع نيقية الثاني" سنة 787م. والاستاذ نيلوس يشير إلى المجامع المسكونية السبعة التي عقدها آباء الكنيسة المسيحية للاتفاق على تعاليم واحدة اختلفت حولها طوائفهم المسيحية، ويتمنى عقد مجمع ثامن يتفق فيه الآباء على الوقوف متحدين ضد اليهود، ولكن لا اظن ذلك ممكناً، ولا اظنه ـ ان أمكن ـ نافعاً وحده، ولا بلد مع ذلك من وسائل سياسية واقتصادية وحربية للقضاء على هذه المؤامرة الاجرامية.

البروتوكل الرابع والعشرون


والآن سأعالج الاسلوب الذي تقوى به دولة Dynasty الملك داود حتى تستمر إلى اليوم الآخر .
إن أسلوبنا لصيانة الدولة سيشتمل على المبادئ ذاتها التي سلمت حكماءنا مقاليد العالم، أي توجيه الجنس البشري كله وتعليمه.
وأن أعضاء كثيرين من نسل داود David سيعدون ويربون الملوك وخلفائهم الذين لن ينتخبوا بحق الوراثة بل بمواهبهم الخاصة. وهؤلاء الخلفاء سيفقهون فيما لنا من مكنونات سياسية، سرية، وخطط للحكم، آخذين أشد الحذر من أن يصل إليها  أي إنسان  أخر.
وستكون هذه الاجراءات ضرورية، كي يعرف الجميع ان من يستطيعون ان يحكموا إنما هم الذين فقهوا تفقيهاً في أسرار الفن السياسي وحدهم، وهؤلاء الرجال وحدهم سيعلمون كيف يطبقون خططنا تطبيقاً عملياً مستغلين تجاربنا خلال قرون كثيرة. انهم سيفقهون في النتائج المستخلصة من كل ملاحظات نظامنا السياسي والاقتصادي، وكل العلوم الاجتماعية. وهم، بايجاز، سيعرفون الروح الحقة للقوانين التي وضعتها الطبيعة نفسها لحكم النوع البشري.
وسيوضع مكان الخلفاء المباشرين للملك غيرهم إذا حدث ما يدل على انهم مستهترون بالشهوات، أو ضعاف العزيمة خلال تربيتهم، أو في حال اظهارهم أي ميل آخر قد يكون مضراً بسلطتهم، وربما يردهم عاجزين عن الحكم، ولو كان في هذا شيء يعرض كرامة التاج للخطر.
ولن يأتمن شيوخنا Our elders على أزمة الحكم الا الرجال القادرين على أن يحكموا حكماً حازماً، ولو كان عنيفاً.
واذا مرض ملكنا أو فقد مقدرته على الحكم فسيكره على تسليم أزمة الحكم إلى من اثبتوا بأنفسهم من أسرته انهم اقدر على الحكم.
وان خطط الملك العاجلة ـ وأحق منها خططه للمستقبل ـ لن تكون معروفة حتى لمن سيدعون مستشاريه الأقربين. ولن يعرف خطط المستقبل الا الحاكم والثلاثة Three الذين دربوه.
وسيرى الناس في شخص الملك الذي سيحكم بارادة لا تتزعزع وسيضبط نفسه ضبطه للانسانية، مثلاً للقدر نفسه ولكل طرقه الانسانية، ولن يعرف أحد اهداف الملك حين يصدر اوامره، ومن أجل ذلك لن يجرؤ أحد على ان يعترض طريقه السري.
ويجب ضرورة ان يكون للملك رأس قادر على تصريف خططنا، ولذلك لن يعتلي العرش قبل ان يتثبت حكماؤنا من قوته العقلية.
ولكي يكون الملك محبوباً ومعظماً من كل رعاياه ـ يجب أن يخاطبهم جهاراً مرات كثيرة. فمثل هذه الاجراءات ستجعل القوتين في انسجام: اعني قوة الشعب وقوة الملك التين قد فصلنا بينهما في البلاد الأممية (غير اليهودية) بابقائنا كلاً منهما في خوف دائم من الأخرى. 
ولقد كان لزاماً علينا أن نبقي كلتا القوتين في خوف من الأخرى، لأنهما حين انفصلتا وقعتا تحت نفوذنا.
وعلى ملك إسرائيل  ان لا يخضع لسلطان اهوائه الخاصة لا سيما الشهوانية. وعليه ان لا يسمح للغرائز البهيمية ان تتمكن من عقله. ان الشهوانية ـ اشد من أي هوى آخر ـ تدمر بلا ريب كل قوى الفكر والتنبؤ بالعواقب، وهي تصرف عقول الرجال نحو أسوأ جانب في الطبيعة الانسانية.
ان قطب column العالم في شخص الحاكم العالي World ruler الخارج من بذرة إسرائيل  ـ ليطرح كل الاهواء الشخصية من اجل مصلحة شعبه. ان ملكنا يجب ان يكون مثال العزة والجبروت Erreprochable[1].
وقعة ممثلو صهيون من الدرجة الثالثة والثلاثين[2].


[1] أي لا يمكن تناوله بالنقد ولا المؤاخذة مسه بالاذى بأي حال وخير ترجمة عربية في نظري للكلمة الانجليزية هي: "عزيز" لأن العزة تشتمل كل ذلك.
[2] أرقى درجات الماسونية اليهودية: فالموقعون هنا هم أعظم أكابر الماسونية في العالم. 

البروتوكول الثالث والعشرون


يجب أن يدرب الناس على الحشمة والحياء كي يعتادوا الطاعة. ولذلك سنقلل مواد الترف. وبهذه الوسائل أيضاً سنفرض الأخلاق التي أفسدها التنافس المستمر على ميادين الشرف. وسنتبنى "الصناعات القروية Peasant industries" كي نخرب المصانع الخاصة.
ان الضروريات من أجل هذه الاصلاحات ايضاً تكمن في حقيقة أن أصحاب  المصانع الخاصة الفخمة كثيراً ما يحرضون عملهم ضد الحكومة، وربما عن غير وعي.
والشعب أثناء اشتغاله في الصناعات المحلية، لا يفهم حالة "خارج العمل" أو "البطالة" وهذا يحمله على الاعتصام بالنظام القائم. ويغريه بتعضيد الحكومة. إن البطالة هي الخطر الأكبر على الحكومة وستكون هذه البطالة قد انجزت عملها حالما تبلغنا طريقها السلطة.
ان معاقرة الخمر ستكون محرمة كأنها جريمة ضد الانسانية، وسيعاقب عليها من هذا الوجه: فالرجل والبهيمة سواء تحت الكحول.
ان الأمم لا يخضعون خضوعاً أعمى الا للسلطة الجبارة المستقلة عنهم استقالاً مطلقاً، القادرة على أن تريهم أن سيفاً في يدها يعمل كسلاح دفاع ضد الثورات الاجتماعية. لماذا يريدون بعد ذلك أن يكون لمليكهم روح ملاك؟ انهم يجب أن يروا فيه القوة والقدرة متجسدتين.
يجب أن يظهر الملك الذي سيحل الحكومات القائمة التي ظلت تعيش على جمهور قد تمكنا نحن انفسنا من إفساد اخلاقه خلال نيران الفوضى. وان هذا الملك يجب أن يبدأ باطفاء هذه النيران التي تندلع اندلاعاً مطرداً من كل الجهات.
ولكي يصل الملك إلى هذه النتيجة يجب أن يدمر كل الهيئات التي قد تكون اصل هذه النيران، ولو اقتضاه ذلك إلى ان يسفك دمه هو ذاته، ويجب عليه ان يكون جيشاَ منظماً تنظيماً حسناً، يحارب بحرص وحزم عدوى أي فوضى قد تسمم جسم الحكومة.
ان ملكنا سيكون مختاراً من عند الله، ومعيناً من اعلى، كي يدمر كل الأفكار التي تغري بها الغريزة لا العقل، والمبادئ البهيمية لا الانسانية، إن هذه المبادئ تنتشر الآن انتشاراً ناجحاً في سرقاتهم وطغيانهم تحت لواء الحق والحرية.
ان هذه الافكار قد دمرت كل النظم الاجتماعية مؤدية بذلك إلى حكم ملك إسرائيل  Kingdom
 of  lsrael
ولكن عملها سيكون قد انتهى حين يبدأ حكم ملكنا. وحينئذ يجب علينا أن نكنسها بعيداً حتى لا يبقى أي قذر في طريق ملكنا.
وحينئذ سنكون قادرين على أن نصرخ في الأمم "صلوا لله، واركعوا أمام ذلك (الملك) الذي يحمل آية التقدير الأزلي للعالم. والذي يقود الله ذاته نجمه، فلن يكون أحد آخر الا هو نفسه Himself قادراً على أن يجعل الانسانية حرة من كل خطيئة[1].


[1] كان اليهود ينتظرون المخلص الذي يخلصهم من العبودية بعد تشتتهم، ويعيد اليهم ملكهم الدنيوي، فلما ظهر يسوع أو عيسى في صورة قديس، وحاول تخليصهم روحياً وخلقناً من شرورهم. ولم يظهر في صورة ملك يعيد اليهم سلطانهم الدنيوي، انكروه واضطهدوه، وهم حتى الآن ينتظرون المسيح المخلص في صورة ملك من نسل داود يخلصهم من الاستعباد والتشتت، وهذا المخلص هو الذي يخلص الانسانية من الخطيئة كما يقولون هنا وكما تقول كتبهم المقدسة (انظر سفر اشعينا وما بعده مثلاً. كما ان هذ المخلص هو الذي يعيد مملكة صهيون في نظرهم ايضاً ويخضع لهم الأمم جميعاً (انظر المقدمة ص 10 ـ 61).

البروتوكول الثاني والعشرون


حاولت في كل ما أخبرتكم به حتى الآن ان أعطيكم صورة صادقة لسير الأحداث الحاضرة، وكذلك سر الاحداث الماضية التي تتدفق في نهر القدر، وستظهر نتيجتها في المستقبل القريب، وقد بينت لكم خططنا السرية التي نعامل بها الأمميين، وكذلك سياستنا المالية، وليس لي أن أضيف الا كلمات قليلة فحسب.
في ايدينا تتركز أعظم قوة في الايام الحاضرة، واعني بها الذهب. ففي خلال يومين تستطيع أن تسحب أي مقدار منه من حجرات كنزنا السرية.
أفلا يزال ضرورياً لنا بعد ذلك ان نبرهن على أن حكمنا هو ارادة الله؟ هل يمكن ـ ولنا كل هذه الخيرات الضخمة ـ ان نعجز بعد ذلك عن اثبات ان كل الذهب الذي ظللنا نكدسه خلال قرون كثيرة جداً لن يساعدنا في غرضنا الصحيح للخير، أي لاعادة النظام تحت حكمنا؟.
إن هذا قد يستلزم مقداراً معيناً من العنف. ولكن هذا  النظام سيستقر اخيراً، وسنبرهن على اننا المتفضلون الذين اعادوا السلام المفقود والحرية الضائعة للعالم المكروب، وسوف تمنح العالم الفرصة لهذا السلام وهذه الحرية، ولكن في حالة واحدة ليس غيرها على التأكيد ـ أي حين يعتصم العالم بقوانيننا اعتصاماً صارماً.
وفوق ذلك سنجعل واضحاً لكل إنسان ان الحرية لا تقوم على التحلل والفساد أو على حق الناس في عمل ما يسرهم عمله، وكذلك مقام الإنسان  وقوته لا يعطيانه الحق في نشر المبادئ الهدامة Destructive Principles كحرية العقيدة والمساواة ونحوهما من الأفكار. وسنجعل واضحاً أيضاً أن الحرية الفردية لا تؤدي إلى أن لكل رجل الحق في أن يصير ثائراً، أو أن يثير غيره بالقاء خطب مضحكة على الجماهير القلقة المضطربة. سنعلم العالم ان الحرية الصحيحة لا تقوم الا على عدم الاعتداء على شخص الإنسان وملكه ما دام يتمسك تمسكاً صادقاً بكل قوانين الحياة الاجتماعية. ونعلم العالم أن مقام الإنسان متوقف على تصوره لحقوق غيره من الناس، وأن شرفه يردعه عن الأفكار المبهرجة في موضوع ذاته.
ان سلطتنا ستكون جليلة مهيبة لأنها ستكون قديرة وستحكم وترشد، ولكن لا عن طريق اتباع قوة الشعب[1]وممثليه، أو أي فئة من الخطباء الذين يصيحون بكلمات عادية يسمونها المبادئ العليا، وليست هي في الحقيقة شيئاً آخر غير أفكار طوباوية خيالية أن سلطتنا ستكون المؤسسة للنظام الذي فيه تكمن سعادة الناس وان هيبة هذه السلطة ستكسبها غراماً صوفياً، كما ستكسبها خضوع الأمم جمعاء.
ان السلطة الحقة لا تستسلم لأي حق حتى حق الله. ولن يجرؤ أحد على الاقتراب منها كي يسلبها ولو خيطاً من مقدرتها.


[1] أي لا عن طريق من ينتخبهم الشعب كما يحدث في الأمم البرلمانية الآن لأن اليهود ـ كما يفهم من البروتوكولات وكتبهم المقدسة ـ لا يعترفون بالنظام النيابي البرلماني في الحكم، لكن يحكمون حكماً أوتوقراطياً مطلقاً، على يد ملكهم المقدس. 

البروتوكول الحادي والعشرون


سأزيد الآن على ما اخبرتكم به في اجتماعنا الأخير، وأمدكم بشرح مفصل للقروض الداخلية. غير أني لن أناقش القروض الخارجية بعد الآن. لأنها قد ملأت خزائننا بالأموال الأممية، وكذلك لأن حكومتنا العالمية لن يكون لها جيران أجانب تستطيع ان تقترض منهم مالاً.
لقد استغللنا فساد الاداريين واهمال الحاكمين الأمميين لكي نجني ضعفي المال الذي قدمناه قرضاً إلى حكوماتهم أو نجني ثلاثة اضعافه، مع أنها لم تكن في الحقيقة بحاجة إليه قط. فمن الذي يستطيع ان يفعل هذا معنا، كما فعلناه معهم؟ولذلك لن أخوض الا في مسألة القروض الداخلية فحسب. حين تعلن الحكومة اصدار قرض كهذا تفتح اكتتاباً لسنداتها. وهي تصدرها مخفضة ذات قيم صغيرة جداً، كي يكون في استطاعة كل إنسان  أن يسهم فيها. والمكتتبون الأوائل يسمح لهم أن يشتروها بأقل من قيمتها الاسمية. وفي اليوم التالي يرفع سعرها، كي يظن أن كل انسان حريص على شرائها.
وفي خلال أيام قليلة تمتليء خزائن بيت مال الدولة Exchequer المال الذي اكتتب به زيادة على الحد. (فلم الاستمرار في قبول المال لقرض فوق ما هو مكتتب به زيادة على الحد؟). ان الاكتتاب بلا ريب يزيد زيادة لها اعتبارها على المال المطلوب، وفي هذا يكمن كل الاثر والسر، فالشعب يثق بالحكومة ثقة اكيدة[1].
ولكن حينما تنتهي المهزلة Comedy تظهر حقيقة الدين الكبير جداً، وتضطر الحكومة، من أجل دفع فائدة هذا الدين، إلى الالتجاء إلى قرض جديد هو بدوره لا يلغي دين الدولة. بل انما يضيف إليه ديناً آخر. وعندما تنفذ طاقة الحكومة على الاقتراض يتحتم عليها أن تدفع الفائدة عن القروض بفرض ضرائب جديدة، وهذه الضرائب ليست الا ديوناً مقترضة لتغطية ديون أخرى.
ثم تأتي فترة تحويلات الديون، ولكن هذه التحويلات انما تقلل قيمة الفائدة فحسب، ولا تلغي الدين ولذلك لا يمكن أن تتم الا بموافقة أصحاب  الديون.
وحين تعلن هذه التحويلات يعطى الدائنون الحق في قبولها أو في استرداد اموالهم إذا لم يرغبوا في قبول التحويلات، فإذا  طالب كل انسان برد ماله فستكون الحكومة قد اصطيدت بطعمها الذي أرادت الصيد به، ولن تكون في مقام يمكنها من ارجاع المال كله.
ورعايا الحكومات الأممية ـ لحسن الحظ ـ لا يفهمون كثيراً في الماليات، وكانوا دائماً يفضلون معاناة هبوط قيمة ضماناتهم وتأميناتهم وانقاص الفوائد بالمخاطرة في عملية مالية أخرى لاستثمار المال من جديد، وهكذا طالما منحوا حكوماتهم الفرصة للتخلص من دين ربما ارتفع إلى عدة ملايين.
ان الأمميين لن يجرأوا على فعل شيء كهذا، عالمين حق العلم اننا ـ في مثل هذا الحال ـ سنطلب كل اموالنا.
بمثل هذا العمل ستعترف الحكومة اعترافاً صريحاً بافلاسها الذاتي، مما سيبين للشعب تبييناً واضحاً أن مصالحه الذاتية لا تتمشى بعامة مع مصالح حكومته. وانا أوجه التفاتكم توجيهاً خاصاً إلى هذه الحقيقة، كما أوجه كذلك إلى ما يلي: ان كل القروض الداخلية موحدة consolidated بما يسمى القروض الوقتية: وهي تدعى الديون ذات الأجل القصير، وهذه الديون تتكون من المال المودع في بنوك الدولة أو بنوك الادخار.
هذا المال الموضوع تحت تصرف الحكومة لمدة طويلة يستغل في دفع فوائد القروض العرضية، وتضع الحكومة بدل المال مقداراً مساوياً له من ضماناتها الخاصة في هذه البنوك، وان هذه الضمانات من الدولة تغطي كل مقادير النقص في خزائن الدولة عند الأمميين (غير اليهود).
وحينما يلي ملكنا العرش على العالم أجمع ستختفي كل هذه العمليات الماكرة، وسندمر سوق سندات الديون الحكومية العامة، لأننا لن نسمح بأن تتأرجح كرامتنا حسب الصعود والهبوط في ارصدتنا التي سيقرر القانون قيمتها بالقيمة الاسمية من غير امكان تقلب السعر. فالصعود يسبب الهبوط، ونحن قد بدأنا بالصعود لإزالة الثقة بسندات الديون الحكومية العامة للأمميين.
وسنستبدل بمصافق (بورصات) الأوراق المالية Exchanges منظمات حكومية ضخمة سيكون من واجبها فرض ضرائب على المشروعات التجارية بحسب ما تراه الحكومة مناسباً. وان هذه المؤسسات ستكون في مقام يمكنها من أن تطرح في السوق ما قيمته ملايين من الأسهم التجارية، أو أن تشتريها هي ذاتها في اليوم نفسه. وهكذا ستكون كل المشروعات التجارية معتمدة علينا. وانتم تستطيعون أن تتصوروا أي قوة هكذا ستصير عند ذلك.


[1] يجب أن يتأمل القارئ لكي يفهم ما تنطوي عليه هذه الخطة المحببة التي لا يتفتق عنها الا عقل قد بلغ قمة العنف والدهاء واللؤم فالمعنى ان الاساس في رفع سعر الاسهم بعد هبوطها هو التلاعب بالمكتتبين واستغفالهم بالربح الحرام. وليس هو مراعاة قيمة الاسهم الحقيقية، ومثل ذلك الاعيب اليهود في المضافق (البورصات) الآن. 

البروتوكول العشرون


سأتكلم اليوم في برنامجنا المالي الذي تركته إلى نهاية تقريري. لأنه أشد المسائل عسراً، ولأنه يكون المقطع النهائي في خططنا. وقبل أن أناقش هذه النقطة سأذكركم بما أشرت من قبل اليه، وأعني بذلك أن سياستنا العامة متوقفة على مسألة أرقام.
حين نصل إلى السلطة فإن  حكومتنا الاوتوقراطية ـ من أجل مصلحتها الذاتية ـ ستتجنب فرض ضرائب ثقيلة على الجمهور. وستتذكر دائماً ذلك الدور الذي ينبغي أن تلعبه، وأعني به دور الحامي الأبوي.
ولكن ما دام تنظيم الحكومة سيتطلب كميات كبيرة من المال فمن الضروري ان تتهيأ الوسائل اللازمة للحصول عليه، ولذلك يجب ان نحاول بحرص عظيم بحث هذه المسألة، وأن نرى أن عبء الضرائب موزع بالقسط.
وبحيلة وفق القانون ـ سيكون حاكمنا مالكاً لكل املاك الدولة (وهذا بوضوح موضع التنفيذ بسهولة). وسيكون قادراً على زيادة مقادير المال التي ربما تكون ضرورية لتنظيم تداول العملة في البلاد.
ومن هنا سيكون فرض ضرائب تصاعدية على الاملاك هو خير الوسائل لمواجهة التكاليف الحكومية، وهكذا تدفع الضرائب دون أن ترهق الناس ودون أن يفلسوا،وأن الكمية التي ستفرض عليها الضريبة ستتوقف على كل ملكية فردية.
ويجب أن يفهم الأغنياء أن واجبهم هو التخلي للحكومة عن جانب من ثروتهم الزائدة. لأن الحكومة تضمن لهم تأمين حيازة ما يتبقى من أملاكهم، وتمنحهم حق كسب المال بوسائل نزيهة honest وأنا أقول نزيهة، لأن ادارة الأملاك ستمنع السرقة على اسس قانونية.
هذا الاصلاح الاجتماعي يجب أن يكون في طليعة برنامجنا، كما أنه الضمان الاساسي للسلام. فلن يحتمل التأخير لذلك.
ان فرض الضرائب على الفقراء هو اصل كل الثورات، وهو يعود بخسارة كبيرة على الحكومة، وحين تحاول الحكومة زيادة المال على الفقراء تفقد فرصة الحصول عليه من الأغنياء.
ان فرض الضرائب على رؤوس الأموال يقلل من زيادة الثروة في الأيدي الخاصة التي سمحنا لها بتكديسها ـ مغرضين ـ حتى تعمل كمعادل لحكومة الامميين ومالياتهم.
ان الضرائب  التصاعدية المفروضة على نصيب الفرد ستجبي دخلاً أكبر من نظام الضرائب الحاضر (1901) الذي يستوي فيه كل الناس. وهذا النظام في الوقت الحاضر ضروري لنا، لأنه يخلق النقمة والسخط بين الأمميين[1].
ان قوة ملكنا ستقوم أساسياً على حقيقة أنه سيكون ضماناً للتوازن الدولي، والسلام الدائم للعالم، وسيكون على رؤوس الأموال ان تتخلى عن ثروتها لتحفظ الحكومة في نشاطها.
ان النفقات الحكومية يجب أن يدفعها من هم أقدر على دفعها، ومن يمكن ان تزاد عليهم الأموال.
مثل هذا الاجراء سيوقف الحقد من جانب الطبقات الفقيرة على الاغنياء الذين سيعتدون الدعامة المالية الضرورية للحكومة، وسترى هذه الطبقات أن الأغنياء هم حماة السلام والسعادة العامة، لأن الطبقات الفقيرة ستفهم أن الاغنياء ينفقون على وسائل اعدادها للمنافع الاجتماعية.
ولكيلا تبالغ الطبقات الذكية، أي دافعوا الضرائب، في الشكوى من نظام الضرائب الجديد ـ سنقدم لهم كشوفاً تفصيلية توضح طريق انفاق اموالهم، ويستثنى منها بالضرورة الجانب الذي ينفق على حاجات الملك الخاصة ومطالب الادارة.
ولن يكون للملك مُلك شخصي، فإن  كل شيء في الدولة سيكون ملكاً له، إذ لو سمح للملك بحيازة ملك خاص فسيظهر كما لو كانت كل أملاك الدولة غير مملوكة له.
وأقارب الملك ـ الا وارثه الذي ستتحمل الحكومة نفقاته ـ سيكون عليهم كلهم ان يعملوا موظفين حكوميين، أو يعملوا عملاً آخر لينالوا حق امتلاك الثروة، ولن يؤهلهم امتيازهم بأنهم من الدم الملكي، لأن يعيشوا عالة على نفقة الدولة.
وستكون هناك ضرائب دمغة تصاعدية على المبيعات والمشتريات، مثلها مثل ضرائب التركات death duties وأن أي انتقال للملكية بغير الدمغة المطلوبة سيعد غير قانوني. وسيجبر المالك السابق former على أن يدفع عمالة بنسبة مئوية percentage على الضريبة من تاريخ البيع.
ويجب أن نسلم مستندات التحويل (للملكية) أسبوعياً إلى مراقبي الضرائب المحليين local مصحوبة ببلاغ عن الاسم واللقب surname لكل من المالكين الجديد والسابق، والعنوان الثابت لكل منهما أيضاً.
وان مثل هذا الاجراء سيكون ضرورياًت من أجل المعاملات المالية حيت تزيد على مقدار معين، أعني حين تزيد على مقدار يعادل متوسط النفقات اليومية الضرورية الأولية Prime وسيكون بيع الأشياء الضرورية مدموغاًstamed بضريبة دمغة محدودة عادية
ويكفي ان تحسبوا أنتم كم ضعفاً سيزيد به مقدار هذه الضرائب على دخل حكومات الأمميين.
ان الدولة لابد لها من ان تحتفظ في الاحتياطي بمقدار معين من رأس المال، واذا زاد الدخل من الضرائب على هذا المبلغ المحدود فسترد الدخول الفائضة إلى التداول. وهذه المبالغ الفائضة ستنفق على تنظيم أنواع شتى من الأعمال العامة.
وسيوكل توجيه هذه الأعمال  إلى هيئة حكومية. وبذلك ستكون مصالح الطبقات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمصالح الحكومة ومصالح ملكهم، وسيرصد كذلك جزء من المال الفائض للمكافآت على الاختراعات والانتاجات.
ومن ألزم الضروريات عدم السماح للعملة currency بأن توضع دون نشاط في بنك الدولة إذا جاوزت مبلغاً معيناً ربما يكون القصد منه غرضاً خاصاً. إذ أن العملة وجدت للتداول. وان أي تكديس للمال ذو اثر حيوي في أمور الدولة على الدوام. لأن المال يعمل عمل الزيت في جهاز الدولة، فلو صار الزيت عائقاً اذن لتوقف عمل الجهاز.
وما وقع من جراء استبدال السندات بجزء كبير من العملة قد خلق الآن تضخماً يشبه ما وصفناه تماماً، ونتائج هذه الواقعة قد صارت واضحة وضوحاً كافياً.
وكذلك سننشئ هيئة للمحاسبة. كي تمكن الملك من ان يتلقى في أي وقت حساباً كاملاً لخرج Expenditure الحكومة ودخلها. وستحفظ كل التقريرات بدقة وحزم إلى هذا التاريخ ما عدا تقريرات الشهر الجاري والمتقدم.
والشخص الوحيد الذي لن تكون له مصلحة في سرقة بنك الدولة، سيكون هو مالكه، وأعني به الملك، ولهذا السبب ستقف سيطرته كل احتمالات للاسراف أو النفقة غير الضرورية. وان المقابلات يمليها أدب السلوك ـ وهي مضيعة لوقت الملك الثمين ـ ستكون معدومة، لكي تتاح له فرصة عظمى للنظر في شؤون الدولة. ولن يكون الملك في حكومتنا محوطاً بالحاشية  الذين يرقصون عادة في خدمة الملك من أجل الأبهة، ولا يهتمون الا بأمورهم الخاصة مبتعدين جانباً عن العمل لسعادة الدولة[2]
إن الأزمات الاقتصادية التي دبرناها بنجاح باهر في البلاد الأممية ـ قد انجزت عن طريق سحب العملة من التداول، فتراكمت ثروات ضخمة، وسحب المال من الحكومة التي اضطرت بدورها إلى الاستنجاد بملاك هذه الثروات لاصدار قروض. ولقد وضعت هذه القروض على الحكومات اعباء ثقيلة اضطرتها إلى دفع فوائد المال المقترض مكبلة بذلك أيديها.
وان تركز الانتاج في أيدي الرأسمالية قد امتص قوة الناس الانتاجية حتى جفت، وامتص معها أيضاً ثروة الدولة.
والعملة المتداولة في الوقت الحاضر لا تستطيع ان تفي بمطالب الطبقات العاملة، إذ ليست كافية للاحاطة بهم وارضائهم جميعاً.
ان اصدار العملة يجب أن يساير نمو السكان، ويجب أن يعد الاطفال مستهلكي عملة منذ أول يوم يولدون فيه وان تنقيح العملة حيناً فحيناً مسألة حيوية للعالم أجمع.
وأظنكم تعرفون ان العملة الذهبية كانت الدمار للدول التي سارت عليها، لأنها لم تستطع ان تفي بمطالب السكان. ولأننا فوق ذلك قد بذلنا أقصى جهدنا لتكديسها وسحبها من التداول.
ان حكومتنا ستكون لها عملة قائمة على قوة العمل في البلاد، وستكون من الورق أو حتى من الخشب.
وسنصدر عملة كافية لكل فرد من رعايانا، مضيفين إلى هذا المقدار عند ميلاد كل طفل، ومنقصين منه عند وفاة كل شخص.
وستقوم على الحسابات الحكومية حكومات محلية منفصلة ومكاتب إقليمية (ريفية).
ولكيلا تحدث مماطلات في دفع الأموال المستحقة للحكومة، سيصدر الحاكم نفسه أوامر عن مدة هذا المبالغ، وبهذا ستنتهي المحاباة التي تظهرها احياناً وزارات المالية نحو هيئات معينة[3].
ستحفظ حسابات الدخل والخرج معاً، لكي يمكن دائماً مقارنة كل منهما بالأخرى.
والخطط التي سنتخذها لاصلاح المؤسسات المالية للامميين ستقوم بأسلوب لن يمكن أن يلحظوه. فسنشير إلى ضرورة الاصلاحات التي تتطلبها الحالة الفوضوية التي بلغتها الماليات المميتة. وسنبين أن السبب الأول لهذه الحالات السيئة للمالية يكمن في حقيقة أنهم يبدأون السنة المالية بعمل تقدير تقريبي للميزانية الحكومية، وأن مقدارها يزداد سنة فسنة للسبب التالي: وهو أن الميزانية الحكومية السنوية تستمر متأخرة حتى نهاية نصف السنة، وعندئذ تقدم ميزانية منقحة، ينفق مالها بعامة في ثلاثة اشهر، وبعد ذلك يصوت الميزانية لسنة واحدة تقوم على جملة النفقة المتحصلة في السنة السابقة، وعلى ذلك فهناك عجز في كل سنة نحو خمسين من مائة من المبلغ الإسمي. فتتضاعف الميزانية السنوية بعد عشر سنوات ثلاثة أضعاف . وبفضل هذا الاجراء الذي اتبعته الحكومات الاممية الغافلة استنفذت اموالهم الاحتياطية عندما حلت مواعيد الديون، وفرغت بنوك دولتهم[4] وجذبتهم إلى حافة الافلاس.
وسوف تفهمون سريعاً أن مثل هذه السياسة للأمور المالية التي أغرينا الأمميين باتباعها، لا يمكن ان تكون ملائمة لحكومتنا.
إن كل فرض ليبرهن على ضعف الحكومة وخيبتها في فهم حقوقها التي لها. وكل دين ـ كأنه سيف داميو كليز Damocles ـ يعلق على رؤوس الحاكمين الذين يأتون إلى أصحاب البنوك Bankers منا، وقبعاتهم في أيديهم، بدلاً من دفع مبالغ معينة مباشرة عن الأمة بطريقة الضرائب الوقتية.
ان القروض الخارجية مثل العلق الذي لا يمكن فصله من جسم الحكومة حتى يقع من تلقاء نفسه، أو حتى تتدبر الحكومة كي تطرحه عنها، ولكن حكومات الأمميين لا ترغب في أن تطرح عنها هذا العلق، بل هي ذلك. فانها تزيد عدده، وبعد ذلك كتب على دولتهم أن تموت قصاصاً من نفسها بفقد الدم. فماذا يكون القرض الخارجي الا أنه علقة؟ القرض هو اصدار أوراق حكومية توجب التزام دفع فائدة تبلغ نسبة مئوية من المبلغ الكلي للمال المقترض. فإذا  كان القرض بفائدة قدرها خمسة من مائة، ففي عشرين سنة ستكون الحكومة قد دفعت بلا ضرورة مبلغاً يعادل القرض لكي تغطي النسبة المئوية. وفي أربعين سنة ستكون قد دفعت ضعفين، وفي ستين سنة ثلاثة أضعاف  المقدار، ولكن القرض سيبقى ثابتاً كأنه دين لم يسدد.
ثابت من هذه الاحصائية ان هذه القروض تحت نظام الضرائب الحاضرة (1901) تستنفذ آخر المليمات النهائية[5] من دافع الضرائب الفقير، كي تدفع فوائد للرأسماليين الأجانب الذين اقترضت الدولة منهم المال، بدلاً من جمع الكمية الضرورية من الأمة مجردة من الفوائد في صورة الضرائب.
وقد اكتفى الأغنياء ـ طالما كانت القروض داخلية ـ بأن ينقلوا المال من أكياس الفقراء إلى أكياس الأغنياء، ولكن بعد أن رشونا أناساً لازمين لاستبدال القروض الخارجية بالقروض الداخلية ـ تدفقت كل ثروة الدول إلى خزائننا، وبدأ كل الأمميين يدفعون لنا مالاً يقل عن الخراج المطلوب.
والحكام الأمميون ـ من جراء اهمالهم، أو بسبب فساد وزرائهم أو جهلهم ـ قد جروا بلادهم إلى الاستدانة من بنوكنا، حتى أنهم لا يستطيعون تأدية هذه الديون. ويجب أن تدركوا ما كان يتحتم علينا أن نعانيه من الآلام لكي تتهيأ الأمور على هذه الصورة.
سنحتاط في حكومتنا حيطة كبيرة كي لا يحدث تضخم مالي، وعلى ذلك لن نكون في حاجة إلى قروض للدولة الا قرضاً واحداً ذا فائدة قدرها واحد من المائة تكون سندات على الخزانة. حتى لا يعرض دفع النسبة المئوية البلاد لأن يمتصها العلق.
وستعطي الشركات التجارية حق اصدار السندات استثناء. فإن  هذه الشركات لن تجد صعوبة في دفع النسبة المئوية من ارباحها، لأنها تقترض المال للمشروعات التجارية، ولكن الحكومات لا تستطيع أن تجني فوائد من المال المقترض، لأنها انما تقترض دائماً لتنفق ما اخذت من القروض[6].
وستشتري الحكومة أيضاً اسهماً تجارية، فتصير بهذا دائنة بدل أن تكون مدينة ومسددة للخراج Tribute كما هي الآن . وان اجراء كهذا سيضع نهاية للتراخي والكسل اللذين كانا مفيدين لنا طالما كان الأمميين (غير اليهود) مستقلين.
ويكفي للتدليل على فراغ عقول الأمميين المطلقة البهيمة حقاً، انهم حينما اقترضوا المال هنا بفائدة خابوا في ادراك أن كل مبلغ مقترض هكذا مضافاً إليه فائدة لا مفر من أن يخرج من موارد البلاد. وكان أيسر لهم لو أنهم اخذوا المال من شعبهم مباشرة دون حاجة إلى دفع فائدة. وهذا يبرهن على عبقريتنا وعلى حقيقة أننا الشعب الذي اختاره الله. انه من  الحنكة والدربة أننا نعرض مسألة القروض على الأمميين في ضوء يظنون معه انهم وجدوا فيه الربح ايضاً.
ان تقديراتنا Estimates التي سنعدها عندما يأتي الوقت المناسب، والتي ستكون مستمدة من تجربة قرون، والتي كنا نحصها عندما كان الأمميون يحكمون ـ ان تقديراتنا هذه ستكون مختلفة في وضوحها العجيب عن التقديرات التي صنعها الأمميين، وستبرهن للعالم كيف أن خططنا الجديدة ناجحة ناجعة. ان هذه الخطط ستقضي على المساوئ التي صرنا بامثالها سادة الأمميين. والتي لا يمكن أن نسمح بها في حكمنا، وسنرتب نظام ميزانيتنا الحكومية حتى لن يكون الملك نفسه ولا أشد الكتبة Clerks خمولاً في مقام لا يلاحظ فيه اختلاسه لأصغر جزء من المال، ولا استعماله اياه في غرض آخر غير الغرض الموضوع له في التقدير الأول (في الميزانية).
ويستحيل الحكم بنجاح الا بخطة محكمة احكاماً تاماً. حتى الفرسان والابطال يهلكون إذا هم اتبعوا طريقاً لا يعرفون إلى أين يقودهم، أو إذا بدأوا رحلتهم من غير أن يتأهبوا الأهبة المناسبة لها.
ان ملوك الامميين الذين ساعدناهم، كي نغريهم بالتخلي عن واجباتهم في الحكومة بوسائل الوكالات (عن الأمة ) Entertainments Represention  والولائم والأبهة والملاهي الأخرى ـ هؤلاء الملوك لم يكونوا الا حجباً لإخفاء مكايدنا ودسائسنا.
وان تقريرات المندوبين الذين اعتيد ارسالهم لتمثيل الملك في واجباته العامة قد صنعت بأيدي وكلائنا. وقد استعلمت هذه التقريرات في كل مناسبة كي تبهج عقول الملوك القصيرة النظر، مصحوبة ـ كما كانت ـ بمشروعات عن الاقتصاد في المستقبل "كيف استطاعوا ان يقتصدوا بضرائب جديدة؟" هذا ما استطاعوا ان يسألوا عنه قراء تقريراتنا التي يكتبونها عن المهام التي يقومون بها.ولكنهم لم يسألوا عنه فعلاً.
وأنتم انفسكم تعرفون إلى أي مدى من الاختلال المالي قد بلغوا باهمالهم الذاتي. فلقد انتهوا إلى افلاس رغم كل المجهودات الشاقة التي يبذلها رعاياهم التعساء.


[1] لاحظ ان هذا الخطاب قد نشر سنة 1901 (عن الأصل الانجليزي).
[2] من المؤسف ان كثيراً من الحكام في الأمم المتأخرة يحوطون بامثال هذه الحاشية من الامعات والانتهازيين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم الذاتية. مثلهم مثل كلاب الصيد التي لا يهمها لمصلحتها إلا أرضاء سادتها، وليسوا على شيء من قوة الخلق ولا المقدرة السياسية، ولا الاخلاص للمصلحة العامة ولا مصلحة سادتهم الحقيقية المرتبطة بمصلحة شعوبهم.
[3] من المؤسف ان بعض الحكومات تحتمل مماطلة كثير من الرأسماليين الاغنياء في دفع الضرائب المفروضة عليهم حتى تضيع بمضي المدة، أو تصالحهم على دفع جزء منها وترك جزء على حين انها تتشدد في معاملة الصغار، وربما يكون دفع الصغار الضريبة المطلوبة كافياً لتعطيل عملهم أو إفلاسهم وخراب بيوتهم.
[4] أي ما يسمى بنك الدولة،لا البنوك الأخرى  الموجودة في الدولة.
[5] في الأصل  Last sent، والترجمة الحرفية "السنتات النهاية" والسنت Cent عملة أمركية، وهو يساوي جزءاً من مائة جزء من الدولار Dollar أو الريال الأمريكي.
[6] لنلاحظ براعة هذه الخطة، فالشركات التجارية انما تقترض للانشاء والتعمير المربح فيزداد بذلك رأس مالها بما تربح، والحكومة تقترض للاستهلاك غالباً فتخسر بالقرض، ولكن ليلاحظ من ناحية أخرى خطأ هذه الفكرة فإن  الحكومات يطلب منها نحو الشعب أكثر مما يطلب أصحاب  الاسهم والأمة من الشركات.